في عملية منسقة لمكافحة صيد الطيور المهاجرة غير القانوني، تمت إزالة أكثر من 800 متر من شباك الإبادة في بلدة برجا بجبل لبنان—التي تُعد من أبرز بؤر الصيد غير المشروع في البلاد.
جاء هذا التحرك بعد تقديم شكوى موثقة من قبل صيادين مؤيدين لتنظيم الصيد، تضمنت أدلة فوتوغرافية وإحداثيات GPS تُظهر وجود شباك صيد ضخمة في عدة مواقع. وقد أجرت وحدة مكافحة الصيد الجائر (APU) تحقيقات ميدانية أدت إلى اكتشاف موقع صيد نشط.
وقد تم تفكيك الموقع بالتنسيق مع عناصر من قوى الأمن الداخلي اللبناني. ولسوء الحظ، لم يتم التعرف على الجناة الذين نصبوا هذه الشباك. إلا أن العملية اليوم تحمل رسالة قوية: الصيد بالشباك هو من أكثر الأساليب تدميراً وعشوائية في صيد الطيور، ويساهم في إبادة أنواع مهددة ولا يمت بأي صلة لأساليب الصيد التقليدية أو المسؤولة.
ولا يزال لبنان يواجه تحدياً كبيراً في قضية صيد الطيور المغردة على نطاق واسع من أجل الاتجار بها في السوق السوداء، حيث تُقتل وتُباع كطبق تقليدي يُعرف محلياً باسم “طيّان”. وتندرج هذه المهمة ضمن حملة أوسع تهدف إلى القضاء على مثل هذه الممارسات.
عن وحدة مكافحة الصيد الجائر
أنشأ لبنان، من خلال جمعية حماية الطبيعة (SPNL)، وحدة مكافحة الصيد الجائر (APU) بالتعاون مع اللجنة الدولية لمكافحة قتل الطيور (CABS) ومركز الشرق الأوسط للصيد المستدام (MESHC).
تهدف الوحدة إلى مراقبة ومنع الممارسات غير القانونية التي تهدد الطيور والحياة البرية في لبنان. ومن خلال فرق ميدانية مدرّبة، تقوم الوحدة بحملات توعية، وترصد مناطق الصيد، وتنسّق مع السلطات لتطبيق القوانين البيئية، مما يساهم في حماية الأنواع المهددة واستدامة النظم البيئية.
وتحظى الوحدة بدعم أكثر من 40 متطوعاً وناشطاً بيئياً، وتنفّذ العديد من المبادرات لمكافحة الصيد الجائر. ويعزز نجاحها الدعم السخي من مؤسسة هانز ويلزدورف، ومشروع BioConnect المموّل من الاتحاد الأوروبي، وشراكتها مع منظمة بيردلايف إنترناشونال.
ويعمل لبنان ضمن تحالف بيئي وطني يشمل قوى الأمن الداخلي، والجيش اللبناني تحت إشراف وزارة الدفاع، وحراس الأحراج من وزارة الزراعة، ووزارة البيئة، واتحادات بلديات، ومجالس محلية، وشرطة بلدية. ويتعاون الجميع من أجل تعزيز ممارسات الصيد المستدام، وتطبيق قوانين حماية الحياة البرية، والحفاظ على التنوع البيولوجي الغني في لبنان.