جمعية حماية الطبيعة في لبنان تشيد بالتعاون مع ناشيونال جيوغرافيك العربية لتسليط الضوء على نظام الحِمى كإرث بيئي وثقافي متجدد

ترحّب جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) بالمقال التحقيقي المنشور في مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية – الصادرة عن أبوظبي للإعلام، تحت عنوان “الحِمَى في شبه الجزيرة العربية: تجسيد للتوازن بين الإنسان والطبيعة”، والذي يشكّل محطة مهمة في الجهود الرامية إلى إعادة إحياء وتوثيق واحد من أقدم أنظمة الحماية البيئية في التاريخ العربي – نظام الحِمى.

يأتي هذا التعاون الإعلامي في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تربط الجمعية بالمؤسسات الإعلامية والثقافية الرائدة في العالم العربي، ويجسّد التزامًا مشتركًا بتعزيز الوعي بأهمية النظم التقليدية المستدامة التي تربط المجتمعات المحلية بمواردها الطبيعية على قاعدة الاحترام، والرعاية، والتوازن.

إن المقال، الذي يجمع بين البحث التاريخي والتحليل الثقافي والبعد البيئي، يعيد وضع الحمى في سياقه الحضاري الصحيح، ويبرز كيف شكّل عبر القرون أداة للحماية المجتمعية، وسبيلاً للعدالة البيئية، ومصدر إلهام في الأدب العربي والموروث الشعبي. ويعكس المقال إدراكًا عميقًا بأن الحمى ليس فقط نظامًا بيئيًا، بل نموذجًا حيًا للتناغم بين الإنسان والطبيعة، متجذّر في الوعي الجمعي العربي.

من خلال تسليط الضوء على الجذور الإسلامية لنظام الحمى، والتمييز بين دوره في الجاهلية وما بعد الإسلام، يوضح التقرير كيف تحوّل هذا المفهوم من وسيلة للنفوذ إلى أداة للمنفعة العامة، وهو ما يتطابق تمامًا مع المبادئ التي تنادي بها جمعية حماية الطبيعة في لبنان، والتي تعمل منذ عقود على إحياء الحمى كمنهج محلي لإدارة الموارد الطبيعية يراعي التراث ويخدم الحاضر.

كما يُظهر المقال التحديات التي واجهها هذا النظام عبر الزمن، بدءًا من التغيرات السياسية والاجتماعية في فترة ما بعد الإمبراطورية العثمانية، مرورًا بسياسات التأميم المركزية، ووصولاً إلى التأثيرات السلبية للإفراط في الرعي وتدهور الغطاء النباتي، ما يعزز أهمية دعوة الجمعية اليوم لإعادة دمج الحمى في السياسات البيئية الحديثة من خلال برامج الحمى المعاصرة التي أطلقتها في مختلف المناطق اللبنانية بالتعاون مع المجتمعات المحلية والبلديات.

وتثني الجمعية على المقارنة الدقيقة التي أوردها المقال بين الحمى والمحميات الطبيعية، وتؤكد على أن نظام الحمى يوفر نموذجًا أكثر شمولاً واستدامة، يعتمد على المشاركة الشعبية والمسؤولية الجماعية، بتكلفة منخفضة وأثر بيئي طويل الأمد.

وتعتبر جمعية حماية الطبيعة في لبنان أن هذا النوع من المحتوى الإعلامي المتخصص يلعب دورًا محوريًا في بناء الجسور بين المعرفة البيئية والمجتمعات المحلية، وتعرب عن تطلعها إلى تعزيز التعاون المستقبلي مع مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية ومختلف المنصات الثقافية والإعلامية، لنشر مفاهيم الحمى وتوسيع تأثيرها في أنحاء العالم العربي.

مجلة الحمى العدد الخامس

في هذا العدد من مجلة الحمى، ننسج معًا قصصًا ملهمة عن حماية الطبيعة وصمود المجتمعات، مسلطين الضوء على كيف يُعاد ترميم لبنان... حمى تلو الأخرى. تواصل جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) مهمتها في الحفاظ على التراث الطبيعي للبلاد من خلال تمكين المجتمعات المحلية. ومن الركائز الأساسية لهذا الجهد مشروع BioConnect المموّل من الاتحاد الأوروبي، والذي حقق ثلاث سوابق وطنية: أول منتزه طبيعي في لبنان (المتن الأعلى)، وأول منتزه جيولوجي (الشوف – جزين)، وأول حمى وقفية (بتخنيه).

اقرأ الأعدادَ السابقة

spot_img
spot_img

تصفح المزيد

فرصة جديدة لحماية التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط:...

يحصل حوض البحر الأبيض المتوسط، الذي يحتضن بعضًا من أندر النظم البيئية وأكثرها تنوعًا في العالم، على...

وداعاً عدنان البديري… صديق الطبيعة وسفير الحمى

حزن عميق وألم كبير، ودّعت الأسرة البيئية العربية والعالمية، وقبلها الأرض التي أحبّها ونذر حياته لحمايتها، الصديق...
The Ministry’s ambitious plan reflects a renewed sense of environmental responsibility that many hope will mark a lasting shift in Lebanon’s approach to conservation

حرّاس الغابات والبحر في لبنان: صفحة جديدة في مسيرة...

بعد سنوات من الترقب والمطالبات، خطا لبنان خطوة جريئة وضرورية نحو حماية ثرواته الطبيعية. ففي 22 حزيران...