حملة تنظيف في حمى بيصور: خطوة رائدة نحو بيئة مستدامة

في مبادرة لافتة تعكس الوعي البيئي المتنامي لدى أبناء البلدة، نظّمت مجموعة Baissour Hunters & Friends Group حملة تنظيف شاملة في حمى بيصور – درب التلة، بدافع حب الأرض والحرص على صون الطبيعة التي تحتضن تراث البلدة وثراءها البيئي.

تمّ خلال الحملة جمع النفايات والمخلّفات التي تركها بعض الزوار أو تراكمت بفعل الإهمال، وذلك في إطار نشاط تطوعي يهدف إلى الحفاظ على جمال ونظافة المسارات الطبيعية التي تشكل رئة بيصور ومتنفسًا لأهلها ومحبيها.

أهمية “درب التلة” ضمن برنامج “دروب الحمى”

يُعد “درب التلة” من المسارات البيئية والسياحية البارزة التي تم تنفيذها ضمن برنامج “دروب الحمى” التابع لجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL). يمتد هذا الدرب عبر تلة الرادار، التي تُشرف على بيروت وقمم جبل لبنان والجنوب، ويوفر تجربة فريدة لعشاق رياضة المشي في الطبيعة. وقد أُدرج هذا المسار ضمن الخريطة السياحية المحلية والدولية، مما يعزز مكانته كوجهة بيئية مميزة تساهم في التنمية السياحية المستدامة.

أهمية إعلان حمى بيصور

جاء إعلان حمى بيصور مؤخرًا كخطوة استراتيجية لتعزيز شبكة الحمى في لبنان، حيث انضمت البلدة إلى 26 حمى طبيعية تدار بالشراكة مع المجتمعات المحلية. تهدف هذه الحمى إلى حماية التنوع البيولوجي، تشجيع الصيد المسؤول، دعم الزراعة البيئية، وتعزيز السياحة المستدامة، مما يرسخ دور بيصور كنموذج للبلدة الصديقة للبيئة.

مبادرة تنظيف الأحراج من بقايا خرطوش الصيد

وفي إطار الجهود المتواصلة لحماية الطبيعة، أطلقت جمعية حماية الطبيعة في لبنان مبادرة لتنظيف الأحراج من بقايا خرطوش الصيد، بالتعاون مع الصيادين وأبناء المجتمع المحلي. تأتي هذه المبادرة استجابةً لمخاطر التلوث الناتج عن بقايا الخرطوش التي تحتوي على مواد سامة مثل الرصاص والبارود، والتي تهدد خصوبة التربة، نقاء المياه، وصحة الكائنات الحية بما فيها الإنسان. وتؤكد هذه الخطوة أهمية الالتزام بممارسات الصيد المسؤول حمايةً للبيئة.

أهمية الحملة والتوعية البيئية

تكتسب هذه المبادرات أهمية بالغة كونها تساهم في نشر الوعي البيئي بين الأهالي والزوار، وتُبرز دور المجتمع المحلي، لا سيما الصيادين، كشركاء حقيقيين في حماية البيئة والتنوع البيولوجي. كما تؤكد على ضرورة احترام الطبيعة وتحمل المسؤولية الفردية والجماعية في الحفاظ عليها.

دور الصيادين في حماية البيئة

1. نقل ثقافة الصيد المسؤول: الصياد الواعي يدرك أن حماية الموائل الطبيعية أساسية لاستدامة الصيد وصحة الأنظمة البيئية.

2. مراقبة التعديات البيئية: بفضل تواجدهم الدائم في الطبيعة، يشكل الصيادون خط الدفاع الأول ضد أي ممارسات تهدد البيئة.

3. المشاركة في حملات التوعية والتنظيف: يساهم تفاعل الصيادين العملي في تعزيز الصورة الإيجابية عن الصياد كمحب للطبيعة لا مستهلك لها.

4. نقل الخبرات إلى الأجيال الجديدة: عبر تحفيز الشباب على تبني أساليب صيد مستدامة تحترم البيئة.

نحو بيئة أنظف ومستقبل مستدام

تُعد هذه الحملة نموذجًا يُحتذى به، وتفتح المجال أمام مبادرات مماثلة تسهم في جعل بيصور قدوة في حماية البيئة، وتعزيز علاقة الإنسان بالطبيعة في إطار من الشراكة والاحترام المستدام.