صدر العدد الخامس من مجلة “الحمى” عن جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، وموضوعه الرئيسي المناطق المحمية، بما في ذلك 34 حمى تشكل 6 في المئة من مساحة لبنان. ومن أهم المبادرات في هذا الإطار مشروع BioConnect الممول من الاتحاد الأوروبي لحماية التنوع البيولوجي في لبنان، ومن إنجازاته المميزة ثلاثة “أوائل” هي: أول منتزه طبيعي (المتن الأعلى)، وأول منتزه جيولوجي (الشوف-جزين)، وأول حمى وقف (بتخنيه).
وفي افتتاحية العدد كتب المدير العام للجمعية أسعد سرحال: “للمرة الأولى نقف على عتبة تحقيق حلم لطالما راودنا: إنشاء أول منتزه طبيعي في لبنان. وكما هو محدد في قانون المناطق المحمية، يعترف لبنان بأربع فئات من هذه المناطق: المحمية الطبيعية، والحمى، والمنتزه الطبيعي، والموقع أو المعلم الطبيعي. ومن بينها، لا تزال المنتزهات الطبيعية هي الفئة الوحيدة التي لم تنفذ حتى الآن”. وفي إشارة إلى الميثاق الذي تم توقيعه مع وزارة البيئة بشأن تأسيس منتزه طبيعي في المتن الأعلى على مجرى نهر بيروت، قال: “إنه نقطة انطلاق نحو إنشاء متنزهات طبيعية تحتضن الناس والطبيعة معاً، وتجمع بين حماية البيئة والتنمية المستدامة والمعارف التقليدية والمشاركة المجتمعية”.
وتصدرت العدد مقالتان. الأولى لوزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين التي أكدت أن “وزارة البيئة سوف تواصل متابعة ملف المناطق المحمية عن كثب، وسوف تحرص على بذل كل الجهود، بمساعدة شركائنا المخلصين، لضمان تكريس المنتزه الطبيعي على أرض الواقع”.
والمقالة الثانية لنائب رئيس التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان سيريل ديواليين، فصّل فيها المشاريع التي يدعمها الاتحاد الأوروبي “في الحفاظ على الغابات، وإحياء ممارسات الحمى، وصون التنوع البيولوجي، وتعزيز المناطق البحرية المحمية. وذلك ليس فقط من خلال التمويل، ولكن أيضاً من خلال تعزيز الحوكمة البيئية، وإشراك المجتمعات المحلية، ودعم وضع السياسات البيئية القائمة على الأدلة”.
ويسلط العدد الضوء على مشروع BioConnect الذي تتولى جمعية أرز الشوف إدارته، ويضم ثلاثة شركاء رئيسيين هم: جمعية إنماء القدرات في الريف وجمعية حماية الطبيعة في لبنان وجمعية المجتمع والبيئة. ويضيء على محمية الشوف المحيط الحيوي، ومحمية شاطئ صور، ومشروع المنتزه الجيولوجي (جيوبارك) في الشوف وجزين وهو الأول من نوعه في لبنان. كما يركز على أهمية إنشاء شبكة للمناطق البحرية المحمية بمساعي التجمع اللبناني للبيئة.
ويضم العدد مواضيع شائقة عن الحمى في شبه الجزيرة العربية، وحماية الطبيعة في فلسطين، والاستراتيجية الجديدة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن، وصولاً إلى مقارنة بين كلمة hema التي تعني الخيمة الحامية باللغة السواحيلية الأفريقية ومفهوم “الحِمى” المتجذر في التراث العربي. ومن المواضيع الأخرى: جمعية حماية الطبيعة في لبنان ترصد التنوع البيولوجي، منتدى الحمى السنوي، العبادية ضيعة وحمى، وليمة اللقلق، أصدقاء البحر، حمى النحل، جرائم الحياة البرية في لبنان، أرقام تحكي، حماة الحمى، أخبار ونشاطات جمعية حماية الطبيعة في لبنان.
وقالت رئيسة التحرير راغدة حداد: “ما يميز هذا العدد أنه يكرّس مجلة الحمى منصة لقادة حماية الطبيعة، من لبنان والأردن وفلسطين والإمارات وصولاً إلى كينيا وأبعد، يعرضون تجاربهم وخبراتهم وقصص نجاح ملهمة”.
