في محطة جديدة تعكس تعمّق التعاون البيئي بين لبنان والأردن، زار أسعد سرحال، مدير جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL وأحد أبرز المدافعين عن نموذج الحمى في إدارة الموارد الطبيعية، عمّان بهدف تعزيز الروابط بين البلدين في مجالات السياحة البيئية، حماية التراث، والتنمية المستدامة برفقة فادي غانم، رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة IUCN ورئيس جمعية “غدي”، وشارك في اللقاءات معالي الدكتور طاهر الشخشير، وزير البيئة الأردني الأسبق.

وقد استقبل الوفد معالي وزير السياحة والآثار الأردني الدكتور عماد حجازين، في لقاء تحوّل سريعاً إلى نقاش معمّق حول كيفية الربط بين الإرث الثقافي والهوية الطبيعية في رؤية موحّدة للسياحة البيئية بين لبنان والأردن. عرض سرحال تجربة SPNL الرائدة في لبنان، خصوصاً اعتماد نموذج الحمى القائم على إشراك المجتمعات المحلية في حماية الطبيعة وإدارة مواردها. وتناول النقاش إمكان تطوير مسارات بيئية مشتركة تربط المواقع الطبيعية بالمواقع الأثرية، مع التأكيد على دور المجتمعات المحلية والسكان الأصليين في ضمان الاستدامة وتحقيق المنافع العادلة.
من جانبه، رحّب الوزير حجازين بالوفد اللبناني، معبّراً عن استعداد الوزارة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات وتطوير أنماط جديدة من السياحة البيئية المستندة إلى التراث الطبيعي والثقافي.
متابعة ديناميكية: لقاء يعمّق الشراكة البيئية

وفي إطار سلسلة اللقاءات المثمرة في المملكة الأردنية الهاشمية، عقد الوفد بقيادة سرحال اجتماعاً حيوياً مع معالي وزير البيئة الأردني الدكتور أيمن سليمان، المعروف برؤيته الديناميكية وانفتاحه على المبادرات الإقليمية.
شكّل اللقاء محطة إضافية على طريق تعزيز التعاون بين لبنان والأردن، وخصوصاً في مجالات الربط بين الهوية الطبيعية والتراث الثقافي، وتطوير مشاريع مشتركة في الحماية البيئية والتنمية المستدامة. وقد عبّر الوفد عن تقديره العميق للوزير سليمان على استقباله الحار وحواره البنّاء، وعلى فهمه العميق لأهمية تعزيز الجسور بين التراث والبيئة كركيزة لمستقبل أكثر توازناً واستدامة.
ناقش الطرفان فرصاً حقيقية لمشاريع مشتركة تعزّز حضور المنطقة بيئياً وثقافياً، وتؤسس لرؤية مشتركة تدفع التعاون الإقليمي خطوات واسعة إلى الأمام. والرسالة كانت واضحة: القادم أجمل.
رحلة عبر الزمن: جولة مميّزة إلى جبل القلعة

تضمّنت الزيارة أيضاً محطة سياحية ومعرفية لافتة تمثّلت في جولة غنيّة بالتاريخ إلى جبل القلعة في عمّان، رافق خلالها سرحال كلٌّ من فادي غانم والدكتور طاهر الشخشير. فهذا الموقع، أحد جبال عمّان السبعة، يشكّل نافذة حيّة على تعاقب الحضارات التي مرّت على المنطقة.
في المكان الذي اتّخذه العمونيون مركزاً لحكمهم، مرّت لاحقاً الحضارة اليونانية، ثم الرومانية، ثم البيزنطية، تاركة بصمات أثرية شاهدة على عظمتها وتأثيرها. وبين الأعمدة والحجارة العتيقة، عاش الوفد تجربة تشعر الزائر بعظمة التاريخ وعمق الهوية التي لا تزال تنبض في قلب عمّان.
وقد وجّه الوفد تحيّة تقدير للرفقة القيّمة، ولعمّان التي لا تتوقّف عن رواية قصصها الجميلة بحميمية ودفء.
وفي ختام اللقاءات الرسمية، قدّم فادي غانم درعاً تذكارياً إلى الوزير عماد حجازين تقديراً لجهود الوزارة في حماية التراث ودعم السياحة المستدامة. حملت المبادرة رسالة واضحة بأن لبنان والأردن يسيران بثبات نحو بناء مستقبل يحفظ التراث الطبيعي والثقافي معاً.
، وبفضل الشراكات المتينة والرؤية المشتركة، يخطو البلدان بثقة نحو تطوير نماذج مبتكرة للسياحة البيئية وحماية التراث، تُبرز غنى الطبيعة وعمق التاريخ وتُعزّز دور المجتمعات في صون الهوية المشتركة.










يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.