تحتفل جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) باكتشاف علمي رائع يعيد التأكيد على أهمية التنوع البيولوجي وقوة البحث الميداني الدقيق. فقد تم مؤخرًا توصيف نوع جديد من طيور “آكلة العسل” من جزيرة “بابار” النائية في إندونيسيا، بحسب دراسة نُشرت في نشرة نادي علماء الطيور البريطانيين.
قاد هذه الدراسة أليكس بيريمن، مسؤول القائمة الحمراء في منظمة بيردلايف الدولية (BirdLife International)، بالتعاون مع خبراء إقليميين ومؤسسات بيئية، وتوصّلت إلى أن طائر “ميزوميلا باندا” (Myzomela boiei)، الذي كان يُعتقد سابقًا أنه نوع واحد موزّع على ثلاث جزر نائية (باندا، تانيبار، وبابار)، هو في الواقع ثلاثة أنواع متميزة – كل منها يتواجد حصريًا على إحدى هذه الجزر.
وقد أُطلق على النوع الجديد اسم ميزوميلا بابار (Myzomela babarensis)، ويتميّز بريشه الأحمر والأسود اللافت وبأغنيته الخاصة، التي تبيّن أنها تختلف كليًا عن تلك الخاصة بالأنواع الأخرى. كشفت التحاليل الصوتية الدقيقة أن هذه الفروقات تشكّل حاجزًا يحول دون التزاوج بين هذه الطيور، ما يؤكد أنها أنواع مستقلة بيولوجيًا.
وقال أليكس بيريمن: “هذا الاكتشاف يذكّرنا بأن تنوع الطبيعة يختبئ أحيانًا في أماكن غير متوقعة، وينتظر من يكشفه من خلال المراقبة العلمية الدقيقة. من خلال دراسة الصوت والشكل والحجم، تمكّنا أخيرًا من توصيف طائر ميزوميلا بابار كنوع مستقل”.
تُبرز هذه الدراسة كيف أن العزلة الجغرافية في أرخبيل إندونيسيا – الذي يتكوّن من أكثر من 18,000 جزيرة – تُعتبر محركًا أساسيًا للتطور. إذ تتكيّف الطيور مع البيئات المحلية وتطوّر صفات فريدة تجعلها مع مرور الوقت أنواعًا جديدة.
ورغم أن طيور الميزوميلا الثلاثة الجديدة تبدو قادرة على التكيّف مع تدهور المواطن الطبيعية، إلا أن أكثر من 150 نوعًا من الطيور المتوطنة في إندونيسيا مهددة بالانقراض. وهنا تبرز أهمية الدور الرائد الذي تلعبه منظمة بورونغ إندونيسيا، الشريكة الوطنية لـ BirdLife، في حماية هذه الأنواع بالتعاون مع المجتمعات المحلية.
تُشيد SPNL بهذا الإنجاز العلمي وتؤكد التزامها بحماية التنوع البيولوجي في لبنان والمنطقة، بالتكامل مع الجهود الدولية المبذولة لحماية الحياة البرية والنظم البيئية.