في إطار أنشطة المخيم الصيفي في أكاديمية AIM – عاليه، وبدعم كريم من مشروع BioConnect المموّل من الاتحاد الأوروبي، انطلق مجموعة من الأطفال المتحمسين في رحلة لا تُنسى إلى حمى بيصور – درب التلة، حيث غاصوا في جمال الطبيعة اللبنانية وتراثها البيئي. أتاحت هذه الرحلة، التي امتدت ليوم كامل، للمشاركين فرصة فريدة للمشي في أحضان الطبيعة الخلابة، والتعلّم البيئي، والتأمل، والمشاركة في أنشطة الحفظ الميدانية.
قاد الجولة الأستاذ حمادة ملاعب، الحارس الميداني والدليل البيئي للمسار، الذي عرّف المشاركين على التنوع البيولوجي الغني في المنطقة، من أشجار ونباتات ونظم بيئية محلية. وخلال المشي على الدرب، قدّم الأستاذ ملّيب سردًا شيّقًا لتاريخ حمى بيصور، مؤكدًا على الأهمية القصوى لحماية هذا الموقع البيئي الفريد. وقد ألهم المشاركين، خاصة الأطفال، للتفاعل مع الطبيعة بفضول وانتباه، وطرح الأسئلة، والانخراط بعمق في فهمها.
كما كان في استقبال المشاركين الأستاذ أندريه بشارة، الخبير البيئي المعروف بعمله في مجال حماية الطيور. وقدّم لهم لمحة عن الحياة البرية في المنطقة، مبرزًا أهمية لبنان كمحطة رئيسية للطيور المهاجرة والمقيمة. شارك الأطفال قصصًا مشوقة عن أنماط هجرة الطيور، وسلوكها، والأنواع المهددة بالانقراض، مما ترك أثرًا كبيرًا في نفوسهم، وغيّر نظرة العديد منهم للطبيعة ودورها الحيوي.
في أكاديمية AIM، ليست الطبيعة مجرد خلفية للمتعة، بل تُعتبر صفًا تعليميًا حقيقيًا. وقد عكست هذه الزيارة، التي تمت بفضل مشروع BioConnect، التزام الأكاديمية بتنشئة جيل جديد من القادة البيئيين الواعين. وقد وصف العديد من المشاركين هذه التجربة بأنها مُلهمة ومحفّزة، وأكّدوا أنها غيّرت نظرتهم لبلدهم، وعزّزت تقديرهم لكنوزه الطبيعية، وأيقظت فيهم شعورًا بالمسؤولية تجاه البيئة.
واختُتم اليوم بورشة عمل فنية لبناء وصبغ بيوت الطيور، في تعبير رمزي عن فهم الأطفال المتزايد لأهمية دعم الحياة البرية المحلية. وقد جمعت هذه الورشة بين الفن والعمل الجماعي والتوعية البيئية في آنٍ واحد.
تتوجه أكاديمية AIM بالشكر العميق إلى الأستاذ حمادة ملاعب والأستاذ أندريه بشارة على تفانيهما وكرمهما في مشاركة المعرفة والخبرة. لقد جعلا من هذه الرحلة الميدانية إحدى أبرز محطات المخيم الصيفي، ومنحا المشاركين درسًا لا يُنسى في جمال وهشاشة الطبيعة اللبنانية.
كما تتقدم الأكاديمية بالشكر الجزيل لمشروع BioConnect، وهو مبادرة تمتد على 45 شهرًا من 1 شباط/فبراير 2022 حتى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وتنفذها أربع مؤسسات لبنانية: جمعية أرز الشوف، الجمعية لحماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، جمعية التنمية للإنسان والبيئة (ADR)، ومؤسسة أركان سيتي إينرجي (ACE). يهدف المشروع إلى تعزيز إدارة وحوكمة المواقع البيئية الهامة، وإنشاء محميات ومواقع فعالة جديدة لحماية الطبيعة (OECMs)، والحد من الضغوط على التنوع البيولوجي، ودعم المجتمعات المحلية، وتعزيز العلم المواطن والتعليم البيئي، وبناء قدرة المجتمعات على التكيّف مع تغيّر المناخ.
من خلال تجارب كهذه، تواصل أكاديمية AIM غرس روح الفضول والانتماء البيئي لدى الأطفال—طفلًا تلو الآخر.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.