في إطار أنشطة مشروع “دروب الحمى”، نظّمت جمعية حماية الطبيعة في لبنان نشاطًا بيئيًا مميزًا استضافت خلاله طلاب مؤسسة شملان الاجتماعية التابعة لمؤسسات الرعاية الاجتماعية في لبنان – دار الأيتام الإسلامية.
شكّل النشاط مساحة مفتوحة للجمال والتحدي والإرادة، حيث شارك فيه عدد من الطلاب من ذوي الإعاقة الذهنية، بعضهم للمرة الأولى، وخاضوا تجربة فريدة جمعت بين المشي في أحضان الطبيعة والتواصل مع سكان المنطقة المحليين.
بعد الجولة البيئية، تناول الطلاب فطورًا تقليديًا في مطعم “البيت”، حيث استمتع الجميع بالأطباق اللبنانية وسط أجواء من الدفء والتلاقي، أعقبها استراحة قصيرة قبل استكمال النشاط.
وكانت المحطة التالية في نادي الفروسية في بيصور، حيث شارك الطلاب في نشاط ترفيهي تفاعلي تعرّفوا خلاله على الخيول وشاهدوا عروضًا مميزة، وتمكن بعضهم من خوض تجربة ركوب الخيل وسط تشجيع من الحضور.
هذا النشاط يعكس التزام جمعية حماية الطبيعة في لبنان ليس فقط بحماية الطبيعة والتنوع البيولوجي، بل أيضًا بتعزيز العدالة الاجتماعية وضمان شمولية العمل البيئي. إذ غالبًا ما يُهمَّش الأشخاص ذوو الإعاقة في المبادرات البيئية، رغم أنهم يواجهون تحديات بيئية ومعيشية مضاعفة.
ومن هذا المنطلق، وضعت الجمعية خطة عمل تهدف إلى إدماج منظور الإعاقة في برامجها ومشاريعها، إيمانًا منها بأن العدالة البيئية لا تتحقق دون إشراك الجميع، وضمان وصولهم إلى الموارد البيئية، والمشاركة في صنع القرار، والاستفادة من فرص العمل والتطوع. وتشمل هذه الخطة الإجراءات التالية:
-
ضمان الوصول الشامل: عبر تعديل المسارات الطبيعية والمرافق لتكون ملائمة لاستخدام الأشخاص ذوي الإعاقة.
-
برامج توعية بيئية دامجة: من خلال إنتاج مواد توعوية بلغة الإشارة أو بصيغ مبسطة ووسائل مساعدة مناسبة.
-
تشجيع المشاركة الفاعلة: بدعم إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في لجان الحمى والمحميات، والمشاريع البيئية مثل الزراعة المستدامة، ومراقبة الصيد الجائر البري والبحري.
-
العمل على السياسات: من خلال الدعوة لإدراج قضايا الإعاقة ضمن السياسات البيئية الوطنية والدولية.
بهذا التوجّه، تؤكد الجمعية على أن حماية الطبيعة لا تنفصل عن حماية كرامة الإنسان، وأن البيئة السليمة هي حق للجميع، دون استثناء.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.