في تلال جبيل الخضراء، كُشف مؤخرًا عن مشهد صادم: نحو 150 مترًا من “شباك الموت” المنصوبة بطريقة غير قانونية في منطقة لحفد. هذه الشباك العشوائية – المعروفة باسم شباك الصيد – لا تفرّق بين طائر وآخر، وتحصد في طريقها كل الكائنات. وقد عُثر بجانبها على بقايا مروّعة من ريش ورؤوس وأجنحة لطيور اصطيدت للتو، في دليل دامغ على مجازر مستمرة.
استنادًا إلى شكوى موثّقة تقدّم بها صيادون مستدامون، نفّذت وحدة مكافحة الصيد الجائر (APU)، بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي، عملية ميدانية أزالت خلالها الشباك المدمّرة. ورغم أنّ التدخل استهدف موقعًا واحدًا فقط، إلا أنّه يعكس حجم التحدي، إذ تنتشر عشرات آلاف المواقع المشابهة التي تعيق مسارات الطيور المهاجرة عبر لبنان. وتشير التقديرات إلى أنّ ما يقارب 2.5 مليون طائر يُقتل سنويًا بشكل غير قانوني في البلاد، رغم القوانين التي تمنع ذلك.
تعاون دولي
تزامنت العملية مع انطلاق موسم هجرة الخريف ومع بدء المخيم السنوي لحماية الطيور في لبنان. وقد أعلنت فرق دولية من لجنة مكافحة ذبح الطيور (CABS) – من المملكة المتحدة وألمانيا وتركيا – عن انضمامها إلى فرق جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) ومركز الشرق الأوسط للصيد المستدام (MESHC)، بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني. وستعمل هذه الفرق على مراقبة الممرات الجبلية الأساسية، ورصد بؤر الصيد الجائر، ومكافحة الأساليب غير القانونية مثل الشباك والعيدان اللاصقة، سواء في السواحل أو في سهل البقاع.
عن وحدة مكافحة الصيد الجائر
تُدار وحدة مكافحة الصيد الجائر بشكل مشترك بين MESHC وجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، بدعم من مؤسسة هانس ويلدورف، وبالتعاون مع بيردلايف إنترناشونال، وبشراكة مع CABS. وتتم العمليات بالتنسيق الوثيق مع قوى الأمن الداخلي، وفرع المعلومات والتحقيقات، والاستخبارات العسكرية.
جزء من مشروع BioConnect
تندرج أنشطة الوحدة أيضًا ضمن إطار مشروع BioConnect الممتد على 45 شهرًا حتى أكتوبر 2025، والذي يهدف إلى:
-
تحسين إدارة وحوكمة المواقع البيئية ذات الأهمية
-
إنشاء محميات طبيعية جديدة وإجراءات فعّالة أخرى للحفاظ على الطبيعة
-
تعزيز جهود الحماية على مستوى المناظر الطبيعية واستعادة صحة النظم البيئية
-
تحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية ودعم المجتمعات المحلية من خلال معالجة مسببات فقدان التنوع البيولوجي
خطوة على طريق التغيير
قد يبدو تفكيك 150 مترًا من شباك الموت في لحفد خطوة صغيرة أمام حجم التحدي، لكنها تعكس إرادة متنامية – محليًا ودوليًا – لحماية التراث الطبيعي للبنان وصون دوره كمحطة حيوية في مسار هجرة الطيور عالميًا.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.