في التلال الواقعة فوق بيروت، حيث تتمايل أشجار الصنوبر برفق وتحفظ الأرض في كل حجر ذكرى، تشهد قرية حمّانا نهضة هادئة.
فبعد أن فرغت هذه الأراضي بسبب الهجرة والأزمات والانفصال، ها هي تستقبل الحياة من جديد. وبدعم من جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، وتحت مظلة نموذج “الحِمى” العريق، تعود جيل جديد إلى الجذور—يستعيد، ويُرمّم، ويُعيد تصوّر ما يمكن أن تكون عليه الحياة الريفية.
من بين هؤلاء عائلة إلياس-نصرالله، وهما زوجان لبنانيان شابان من المثقفين والفنانين—باتريسيا إلياس وجو نصرالله—أجبرهما انفجار مرفأ بيروت عام 2020 على مغادرة العاصمة. لكن بدلًا من البحث عن الراحة في الخارج، اختارا طريقًا مختلفًا: طريق العودة، والصمود، والتجذر.
الملاذ إلى أرض الجدود
مشروعهما، “الملاذ إلى أرض الجدود”، هو أكثر من مجرد انسحاب شخصي. إنه رؤية متكاملة. في حمّانا، لم تجد باتريشيا وجو الشفاء فحسب، بل وجدا هدفًا ورسالة. إنهما يحوّلان منزلهما الأجدادي إلى منارة للسياحة البيئية، والاستدامة، وإحياء الثقافة.
الممرات القديمة، التي كانت مغطاة بالنباتات الكثيفة، يُعاد فتحها أمام المشاة ورواة القصص. والمنازل المهجورة تتحول إلى بيوت ضيافة ومساحات مجتمعية. وبدعم من جمعية حماية الطبيعة في لبنان، يساهمان في إحياء روح “الحِمى”—نموذج يوازن بين حماية البيئة، وحضور الإنسان، والتقاليد العريقة.
من خلال جولات إرشادية في الطبيعة، ووجبات محلية المصدر، وفعاليات ثقافية، يصنعان مصادر رزق جديدة مع الحفاظ على المعالم القديمة. الهدف ليس تجميد حمّانا في لحظة زمنية، بل منحها فرصة للتنفس والتطور، بتناغم مع أهلها وماضيها.
مرتكزان على المجتمع
باتريشيا وجو لا يعملان بمفردهما. فهما يتعاونان عن كثب مع شباب المنطقة، والمزارعين، والمجموعات البيئية—بمن فيهم الشريك القديم لجمعية حماية الطبيعة في لبنان، جو نصرالله، الذي ساهم في تعزيز المشاركة المجتمعية وترميم البيئة في المنطقة.
والنتيجة ليست مشروعًا مفروضًا من الأعلى، بل تجديد تقوده المجتمعات المحلية، حجرًا بعد حجر، وبذرة بعد بذرة، وقصة تلو الأخرى.
هذا الجهد الجماعي يُعيد إحياء البيئة، ويُوقظ في الوقت نفسه حسّ الانتماء—خصوصًا لدى الشباب. ففرص العمل في السياحة البيئية، والزراعة المستدامة، والضيافة تُسهم في تغيير النظرة إلى الحياة الريفية في لبنان، من صورة الهجر إلى أفق الفرص.
أكثر من عودة — نموذج للأمل
“ليست هذه مجرد عودة”، كما تقول الحلقة الجديدة من سلسلة AMNC عن حمّانا، “بل هي تجديد، يُبنى بعناية خطوةً بعد خطوة.” في بلد غالبًا ما يقع بين الانهيار والبقاء، تقف حمّانا شاهدة على أن هناك طريقًا آخر ممكنًا—طريقًا يرتكز إلى الكرامة، والتقاليد، والرعاية.
إنها قصة مكان، ولكنها أيضًا قصة ناس: عائلات شابة مثل عائلة باتريشيا وجو، ممن اختاروا البقاء والبناء، وتحويل الأزمة إلى مشترك، وإعادة الجذور إلى الأرض التي ربّت أجدادهم.
تُعدّ سلسلة الأفلام الوثائقية “قصتنا المشتركة” (Our Common(s) Story) مبادرة بيئية ملهمة تُسلّط الضوء على المجتمعات المتوسطية التي تُعيد إحياء أراضيها وثقافاتها من خلال ممارسات جماعية تعاونية. تم إنتاج هذه السلسلة بالتعاون بين تحالف الطبيعة والثقافة المتوسطية (AMNC) والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، وبإنتاج إعلامي من شركة Karmamotion.
تفاصيل السلسلة:
-
المدة: 117 دقيقة
-
عدد الحلقات: 8 حلقات
-
سنة الإصدار: 2025
-
الجودة: HD 1080dpi
-
النسبة البصرية: 6:09
-
اللغات: اليونانية، التركية، العربية، الكتالونية، الإسبانية مع ترجمة إنجليزية
فريق العمل:
-
الإخراج والتصوير: إيدا إليف تيبيت وإنانش تيكغوش
-
السرد والتحرير: إيدا إليف تيبيت
-
الكاميرات الإضافية: سامي (في تونس) وشينول شين (في المغرب)
-
ما بعد الإنتاج والترجمة: إنانش تيكغوش
-
تصميم الملصقات: إيدا إليف تيبيت
-
الموسيقى: Mama Muzikotek
الموضوعات المغطاة:
-
الرعي المتنقل في تركيا
-
نظام المندرا في جزيرة ليمونوس، اليونان
-
تعزيز المرونة البيئية والاجتماعية-الاقتصادية في مواقع الحمى في غرب البقاع وجبل لبنان من خلال الحفاظ على الممارسات الثقافية
-
الفسيفساء الفاضلة في مينوركا، إسبانيا
-
بناء المرونة البيئية والاجتماعية-الاقتصادية في منطقة جبل الشوف، لبنان
-
تعزيز قيم المناظر الثقافية لغابات البلوط الفليني لصالح تنمية المجتمع المحلي في كروميري موغود، تونس
-
الحفاظ على المناظر الثقافية من أجل التنوع البيولوجي والرفاهية في الأطلس الكبير المغربي
المنصات الإعلامية:
-
Key Conservation
-
YouTube
-
Habitat TV
لمزيد من المعلومات ومتابعة السلسلة، يمكنك زيارة حساب AMNC الرسمي على إنستغرام: @mednatureculture
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.