أبوظبي، 14 تشرين الأول (أكتوبر) 2025
برز نهج الحمى التقليدي في مؤتمر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (WCC) المنعقد في أبوظبي، حيث احتفى به كنموذج فعّال قائم على المجتمعات المحلية لإدارة الموارد المستدامة وحل النزاعات وصون التنوع البيولوجي. ويُمارس الحمى في العالم العربي منذ أكثر من 1500 عام، وأُعيد إحياؤه منذ عام 2004. وقد تطور إلى ما هو أبعد من مجرد ممارسة تاريخية، إذ بات نظاماً حيّاً وفعالاً للحوكمة البيئية، متجذراً في الثقافة وتقوده المجتمعات المحلية.
شهد اليوم الأول جلسة بعنوان “ربط الثقافة بالطبيعة عبر نهج الحمى”، نظمتها جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) بالشراكة مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة – المكتب الإقليمي لغرب آسيا، وأدارتها راغدة حداد رئيسة تحرير مجلة الحمى.
شارك أسعد سرحال، المدير العام لجمعية SPNL ورئيس شراكة BirdLife International الشرق الأوسط، قصة نجاح لبنان، حيث تم إنشاء 40 حمى بالتعاون مع البلديات والمجتمعات المحلية، مما يحمي 6% من مساحة البلاد. وأكد فادي غانم، رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في لبنان، على التآزر بين الثقافة والحفاظ على البيئة، مدعوماً بفيلم وثائقي مؤثر. وأكد إبراهيم خضر، المدير الإقليمي لمنظمة Birdlife International في الشرق الأوسط، على دور الحمى كمناطق مهمة للطيور والتنوع البيولوجي (IBAs وKBAs).
في اليوم الثاني، سلطت الجلسة العامة بعنوان “حمى من أجل السلام” الضوء على هذا النهج كنموذج ثقافي متجذر للتأهيل والمرونة والإدارة المجتمعية. وركز النقاش على إمكانات تمويل التدابير والمشاريع المتعلقة بمكافحة تغير المناخ والحوكمة المجتمعية، من أجل توسيع نطاق نموذج الحمى في غرب آسيا وأبعد.
بعد عرض فيلم SPNL الوثائقي بعنوان “إرث عريق نقي”، أوضح سرحال كيف أن إحياء الحوكمة التقليدية يُمكّن المجتمعات ويُعزز خدمات النظام البيئي. وقد أظهرت دراسات حالة من لبنان والمنطقة ككل قيمة الحمى كأداة على مستوى البلديات، تُراعي ظروف النزاعات، لإدارة الموارد المستدامة.
وتناول حوار رفيع المستوى، أداره الدكتور هاني الشاعر (المدير الإقليمي للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة لغرب آسيا)، كيفية دعم آليات تمويل التنوع البيولوجي المجتمعي والعمل المناخي. وشارك فيه:
- الدكتور أيمن سليمان، وزير البيئة المصري
- الدكتور نزار هاني، وزير الزراعة اللبناني
- الدكتورة أدريانا موريرا، رئيسة قسم شراكات مرفق البيئة العالمية
- الدكتور أمجد المهدي، المدير الإقليمي لصندوق المناخ الأخضر (الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)
- الدكتور محمود فتح الله، مدير الشؤون البيئية والأرصاد الجوية، جامعة الدول العربية
وناقشوا معاً الأدوات العملية والظروف المؤاتية لتوسيع نطاق نموذج “الحمى من أجل السلام” في النظم البيئية الهشة.
في اليوم الثالث، تناولت جلسة “بناء الشفافية وقياس الأثر الطويل الأمد في استعادة النظم البيئية” أمثلةً على كيفية تداخل التكنولوجيا والممارسات التقليدية.
قدّم أسعد سرحال عرضاً لعمل SPNL في رصد مواقع الحمى. وعرض الدكتور محمد الخالد، الرئيس التنفيذي لشركة NetZero، أدواتٍ تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتُحدث نقلةً نوعيةً في عملية الترميم والاستعادة. وشدّد الدكتور ليث الرحاحلة، مدير برنامج المناطق الجافة وسبل العيش والنوع الاجتماعي في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة – المكتب الإقليمي لغرب آسيا، على ضرورة توفّر بياناتٍ قابلةٍ للتحقق. وقدّم طارق العليمي، المدير العام لشركة 3BL Associates، نماذجَ ابتكاريةً قابلةً للتطوير من المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي.
ضمّ وفد جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) إلى المؤتمر كلاً من أسعد سرحال وأندريه بشارة وراغدة حداد.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.