في إطار تعزيز العلاقة بين المعرفة الأكاديمية والميدان البيئي، نظّم عدد من طلاب السنة الثانية في كلية العلوم – الجامعة اللبنانية، برفقة الدكتور منير أبو سعيد، زيارة علمية إلى حمى راس المتن، بإشراف فريق جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL).
تهدف الزيارة إلى تعريف الطلاب على مفهوم الحمى كنموذج مجتمعي لحماية الموارد الطبيعية، والاطلاع على التنوع البيولوجي الغني في المنطقة، بما في ذلك آثار الحيوانات البرية والثدييات التي تترك بصمتها على المسارات الطبيعية في الحمى. وقد تخللت الجولة أنشطة تطبيقية تتعلق بتقنيات تتبع آثار الحيوانات والتعرف على سلوكياتها من خلال العلامات البيئية، مثل آثار الأقدام، وبقايا الغذاء، والمسارات المتكررة.
وأكد الدكتور منير أبو سعيد، أستاذ علم الحيوان، على أهمية هذا النوع من التجارب الميدانية قائلاً:
“إن نقل المعرفة من القاعة إلى الطبيعة يُعزّز الفهم الحقيقي لدينامية النظم البيئية، ويغرس في نفوس الطلاب حس المسؤولية تجاه الطبيعة والتراث البيئي في لبنان.”
من جهتها، رحّبت جمعية SPNL بهذه المبادرة، مؤكدة التزامها بتوفير مساحات تعليمية مفتوحة في الحمى، تُمكّن الأجيال الجديدة من بناء علاقة مباشرة مع الطبيعة، وتُعزز المعرفة البيئية والتطوع في مجالات الحماية.
ما هي حمى راس المتن؟
حمى راس المتن هي واحدة من أهم مناطق الحمى النموذجية في لبنان التي تتبناها جمعية SPNL بالشراكة مع المجتمع المحلي وبلدية راس المتن. تقع على تلة مشرفة في قضاء بعبدا – جبل لبنان، وتتميز بتنوعها البيولوجي الغني، واحتضانها لأصناف متعددة من الطيور المقيمة والمهاجرة، والثدييات البرية، مثل الثعلب الأحمر، ابن آوى، النمس، والخنزير البري، إضافة إلى غطاء نباتي مميز يتنوع بين أشجار السنديان والبطم والشربين.
تُعتبر الحمى نموذجًا متجددًا لإدارة الموارد الطبيعية بالتعاون مع المجتمع المحلي، مستندة إلى مبدأ الحماية المجتمعية الذي يعود إلى أكثر من 1500 عام. وهي اليوم مساحة حيوية للتعلم البيئي، والمراقبة العلمية، وممارسة أنشطة السياحة البيئية المستدامة.