رسم خريطة حمى عنجر: منظر طبيعي حي من الينابيع والأراضي الرطبة والتنوع البيولوجي

أطلقت جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) رسميًا الخريطة الجغرافية لحمى عنجر، ممثلةً بذلك محطة جديدة في مسارها لتعزيز الحفاظ على البيئة من خلال إشراك المجتمع المحلي، بالاعتماد على بيانات جغرافية وبيئية حديثة.

تشكل الخريطة الجغرافية الجديدة لحمى عنجر شهادة بصرية قوية على كيفية التقاء العلم مع رعاية المجتمع لحماية أحد أبرز الكنوز البيئية في لبنان. تمتد الخريطة على مساحة 3.2 كيلومتر مربع، وقد أعدها قسم نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في الجمعية، وهي توضح حدود أراضي الأراضي الرطبة في حمى عنجر، وتشمل ينابيع عنجر والشمسين، التي تُعدّ مصادر نهر غزيّل، وهو رافد أساسي ضمن حوض نهر الليطاني.

HIMA_ANJAR_SPNL_2025

أعدّ الخريطة بلال علوية، خبير نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في SPNL، وهي تسلط الضوء على كيفية دمج منطقة الحمى، الواقعة بين عنجر، ومجدل عنجر، وبرالياس، لمجموعة متنوعة من النظم البيئية: ينابيع مياه عذبة، ومواطن نهرية، وأراضٍ زراعية، وأراضٍ رطبة تُشكّل مجتمعة شبكة بيئية نابضة بالحياة. وتحتضن هذه المواطن أكثر من 3000 طائر تمثل ما يزيد عن 150 نوعًا، من الطيور المهاجرة والمقيمة، بالإضافة إلى البرمائيات، والثدييات الصغيرة، والنباتات المحلية.

وبعيدًا عن قيمتها العلمية، تُعدّ خريطة حمى عنجر أداة تمكينية — تتيح للسلطات المحلية، والباحثين، والسكان تصور الأصول الطبيعية التي تُعرّف مجتمعهم. من خلال تتبع حدود عنجر وتحديد مصادر المياه الرئيسية، تعزز هذه الخريطة الحوكمة المحلية وتزيد من الوعي بأهمية التوازن الدقيق بين سبل عيش الإنسان وسلامة النظم البيئية.

بالنسبة لـ SPNL، تعزز هذه المبادرة مفهوم الحمى — وهو نموذج للحفاظ البيئي قائم على المجتمع المحلي، يجمع بين المعرفة التقليدية والعلم الحديث. وفي عنجر، تمثل هذه الخريطة أكثر من مجرد وثيقة تقنية؛ إنها دليل حي على التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، وأساس لحماية الصمود الهيدرولوجي والبيئي لحوض الليطاني الأعلى.

مع كل خط أزرق يُمثل نهر الغزيّل، وكل منحنى أخضر يحدد الأراضي المحمية، لا ترسم خريطة حمى عنجر الجغرافيا فحسب — بل تجسد رؤية مشتركة للتعايش المستدام.

مجلة الحمى العدد السادس

أصدرت جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) العدد السادس من مجلة "الحمى"، والذي يركّز على المؤتمر العالمي لحماية الطبيعة التابع للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) المزمع عقده في أبوظبي بين 8 و15 تشرين الأول 2025، حيث ستشارك الجمعية في أربع جلسات رئيسية. يتضمّن هذا العدد مقابلة حصرية مع رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، رزان المبارك، التي شدّدت على أهمية مواءمة عمل الاتحاد مع الأجندات العالمية للتنوّع البيولوجي، وتعزيز الحوكمة والاستجابة لاحتياجات الأعضاء، وتفعيل الانخراط المتعدد الأطراف، وضمان الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا، ورفع أصوات المجتمعات المتنوعة في مسيرة حماية الطبيعة.

اقرأ الأعدادَ السابقة

spot_img
spot_img

تصفح المزيد

Photo Credit Eda Elif Tibet, AMNC

«الأرز الخالد وطعامنا المشترك» — رحلة عبر التراث المتوسطي...

من قمم لبنان المكلّلة بالثلوج في محمية أرز الشوف إلى وديان الأطلس الكبير في المغرب وجزيرة ليمونوس...

صياد مخالف في الضنية في قبضة قوى الأمن بعد...

بناءً على شكوى موثّقة من صيادين مستدامين إلى وحدة مكافحة الصيد الجائر (APU) أعدّ فريق التعقّب الإلكتروني وقسم...

عملية كبرى تُسفر عن تفكيك أحد أكبر مواقع صيد...

في عملية منسقة كبرى، تمكنت جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، من خلال وحدة مكافحة الصيد الجائر...