وسط البقاع، وفي وقت لا تزال آثار الحريق الذي اندلع مؤخراً في حِمى عنجر ماثلة في الذاكرة، اجتمع المعلّمون والطلاب في تجربة تعليمية مميّزة ضمن مشروع PROZHUM المموّل من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD). جلسة SNOW، المعروفة بنهجها التفاعلي القائم على التعلّم الحسي في الطبيعة، تحوّلت من نشاط بيئي إلى مساحة للتأمل وإعادة التفكير في السلوكيات والمسؤولية الجماعية في حماية الأنظمة البيئية الهشّة في لبنان.
التعلّم بعد الخسارة
قبل أسابيع قليلة فقط، أتت النيران على أجزاء من حِمى عنجر، في حادثة أعادت التأكيد على هشاشة المساحات الطبيعية وضرورة التعامل معها بوعي أكبر. جاءت جلسة SNOW في توقيت حساس، لتمنح الطلاب والمعلّمين فرصة للعودة إلى الطبيعة، وفهم تأثير السلوك البشري، واستكشاف طرق عملية للمساهمة في حمايتها.
خلال الجلسة، شارك الطلاب في أنشطة تفاعلية ركّزت على السلوكيات البيئية، حماية الطبيعة، وتنمية الوعي البيئي. وساعدت هذه التجارب المشاركين على إدراك العلاقة المباشرة بين ممارسات الأفراد وصمود النظم البيئية وتنوعها.
من الوعي إلى الفعل
شجّعت الأنشطة الطلاب على التفكير في مسؤولياتهم الفردية والجماعية تجاه حماية المساحات الطبيعية. وتم التركيز على خطوات بسيطة لكنها مؤثرة، مثل التخلص السليم من النفايات، الاستخدام الآمن للنار، احترام الحياة البرية، واعتماد سلوكيات مسؤولة خلال التنزه.
وقد لُوحظ تفاعل كبير من الطلاب، الذين عبّر كثير منهم عن إحساس متجدد بالانتماء والالتزام تجاه حِمى عنجر. وهذا بالضبط جوهر منهج SNOW الذي يهدف إلى بناء علاقة وجدانية بين المتعلّمين والطبيعة، تمهيداً لترسيخ سلوكيات إيجابية مستدامة.
منهج SNOW كأداة لتعزيز الحماية البيئية
أثبت منهج SNOW، القائم على التعلّم التجريبي وربط المعرفة بالخبرة، فعاليته من جديد في عنجر، من خلال:
-
رفع مستوى الوعي البيئي لدى الشباب
-
تعزيز السلوكيات الإيجابية تجاه الطبيعة
-
دعم جهود الحماية وإعادة التأهيل في المنطقة
وأكدت الجلسة أن حماية التراث الطبيعي في لبنان تتطلّب مشاركة دائمة من المجتمع، خصوصاً من الجيل الناشئ الذي سيقود مستقبل المحافظة على البيئة.
خطوة جديدة إلى الأمام في إطار مشروع PROZHUM
بينما يواصل مشروع PROZHUM عمله لتعزيز قدرات المجتمعات المحلية في لبنان، تعكس هذه الجلسة أهمية التعليم البيئي كأداة للتماسك المجتمعي، واستعادة الثقة، وتحفيز الفعل. وفي عنجر، يبدأ طريق التعافي البيئي بمواطنين واعين ومشاركين — وقد خطا العديد من الطلاب أولى خطواتهم في هذا الاتجاه خلال هذه الجلسة.
قد يكون الحريق قد ترك أثره في الحِمى، لكنه أشعل أيضاً التزاماً جماعياً جديداً: العمل لضمان تعافي عنجر وازدهارها من جديد.








يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.