في إطار جولتها الهادفة إلى تعزيز الوعي البيئي والغذائي، قامت اختصاصية التغذية السيدة مونيك بسيلا زعرور بزيارة ميدانية خاصة إلى عدد من مواقع الحمى.
بدأت السيدة زعرور جولتها في حمى بيصور، حيث تعرفت على الدور المحوري الذي يلعبه نموذج الحمى في حماية التنوع البيولوجي وتعزيز الممارسات البيئية المستدامة. واستكشفت مسار درب التلة – رادار بيصور، وهو طريق خلاب يمر عبر غابات كثيفة، ومدرجات زراعية تقليدية، ونقاط مشاهدة بانورامية تطل على مناظر جبل لبنان الساحرة. على طول المسار، تلقت السيدة زعرور شروحات معمقة حول كيفية اعتماد مفهوم “الحمى” — المستمد من تقاليد الحماية المجتمعية القديمة — كنموذج حديث تقوده المجتمعات المحلية لحماية الغابات، وصون الموارد الطبيعية، وتعزيز علاقة متناغمة بين الإنسان والطبيعة. وشهدت بنفسها كيف يتم إحياء المعرفة التقليدية وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي لضمان حماية التنوع البيولوجي على المدى الطويل، وتشجيع السياحة البيئية كوسيلة للتوعية البيئية والتنمية المستدامة.
بعد ذلك، زارت السيدة زعرور والأصدقاء المرافقون لها مركز حمى جبل لبنان التابع لجمعية حماية الطبيعة في لبنان (MLHC)، حيث عقدت اجتماعاً تعريفياً مع فريق الجمعية. ركزت المناقشات على أهمية العمل البيئي الجماعي والحاجة إلى دمج ثقافة الغذاء الصحي مع احترام التوازن الطبيعي. وأشادت السيدة زعرور بجهود الجمعية في تعزيز الوعي البيئي، مؤكدة أن حماية الطبيعة تبدأ بإحداث تغييرات بسيطة في العادات اليومية.
وكانت محطة مميزة خلال زيارتها توقفها في مطعم “البيت”، حيث تذوقت مجموعة متنوعة من الأطباق اللبنانية التقليدية. وقد تركت المكونات الطازجة والمحلية انطباعاً قوياً لديها، مما أبرز غنى وأصالة المطبخ اللبناني. كما تناولت الأحاديث أهمية العودة إلى الأطعمة التقليدية كجزء من أسلوب حياة صحي ومستدام.
تابعت السيدة زعرور جولتها بزيارات إلى مواقع الحمى في عبيه وكفرمتى، حيث أبدت إعجابها بالمناظر الطبيعية الخلابة، والهندسة المعمارية التاريخية، والأثر الملموس لجهود الحماية التي تقودها المجتمعات المحلية. في عبيه، استكشفت بلدة غنية بالتاريخ والتقاليد، معروفة بمنازلها الحجرية العتيقة، وأزقتها المتعرجة، ومعالمها الدينية والثقافية الموقرة التي تعكس تنوع التراث اللبناني. كما شكّلت بساتين الزيتون القديمة والممارسات الزراعية التقليدية شهادة حية على العلاقة العميقة والدائمة بين المجتمع والأرض. وقد خصصت السيدة زعرور وقتاً لتقدير الطابع البيئي والتاريخي الفريد لكل من عبيه وكفرمتى، مشيرة إلى مدى الترابط العميق بين التراث الثقافي والبيئي في هاتين البلدتين وجهود الحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيز أسلوب الحياة المستدام.
أكدت هذه الزيارة مجدداً على الترابط العميق بين الغذاء الصحي وصحة الإنسان وصحة البيئة، وساهمت في تعزيز ثقافة العودة إلى الجذور كمسار نحو بناء مجتمع أكثر وعياً وتوازناً.