تُثني جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) على الدور الريادي الذي تلعبه مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية في نشر ثقافة الوعي البيئي وتعزيز التراث الطبيعي والثقافي في منطقتنا، وذلك من خلال عددها الجديد لشهر أيار/مايو 2025، والذي يضم مجموعة متنوعة من التحقيقات والمقالات التي تسلط الضوء على قدرة الكائنات على التكيّف، وتعيد إحياء صفحات من التاريخ المنسي، وتتناول القضايا البيئية المعاصرة.
ويتضمّن العدد مقالاً مميزاً بعنوان: “الحِمَى في شبه الجزيرة العربية: تجسيد للتوازن بين الإنسان والطبيعة” بقلم الكاتبة موزة ج. الحمادي، الذي يقدّم رؤية شاملة لنظام الحِمَى بوصفه أحد أقدم النظم البيئية التقليدية في العالم العربي. ويُبرز المقال كيف شكّل الحِمَى إطارًا تعاونيًا فريدًا بين المجتمعات وبيئاتها، مع تسليط الضوء على جذوره في العصور الجاهلية وتحوّله الجذري في ظل التشريع الإسلامي، وصولًا إلى التحديات التي واجهها في العصر الحديث والفرص المتاحة لإحيائه كحلّ قائم على الطبيعة والإدارة المجتمعية المستدامة.
إن جمعية حماية الطبيعة في لبنان، التي أعادت إحياء نظام الحِمَى منذ العام 2004 بالشراكة مع المجتمعات المحلية، ترى في هذا المقال تقديراً لجهود آلاف الأشخاص الذين عملوا على حماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية من خلال إقامة 34 حمى موزّعة في مختلف الأراضي اللبنانية. وتشير الجمعية إلى أن هذا الاعتراف من مجلة دولية مرموقة يعزّز مكانة الحمى كنموذج عربي أصيل لحماية الطبيعة قائم على القيم، ينسجم مع الرؤية العالمية للحلول المستندة إلى المجتمعات المحلية والمبنية على الطبيعة (NbS).
ويتضمن عدد أيار من المجلة أيضًا مقالات ثرية، منها:
-
“أسرار البطاريق”: يستعرض الميزات البيولوجية الفريدة لهذه الطيور التي مكنتها من التكيف مع أقسى البيئات، ويطرح تساؤلات حول مستقبلها في ظل التغير المناخي.
-
“إمبراطورية عريقة طواها النسيان”: يعيد القرّاء إلى مجد الحضارة الحيثية ويستعرض اكتشافات أثرية تضيء على منجزاتها الغابرة.
-
“تجديفٌ عبر أعظم ممرات أميركا المائية”: رحلة مغامراتية تنقل القارئ إلى قلب الطبيعة البكر والغابات النهرية في أميركا الشمالية.
-
“معضلة الجِمال الكبرى في أستراليا”: تحقيق حول الآثار البيئية لتكاثر الإبل غير المنضبط في المناطق الصحراوية الأسترالية.
وتؤكد الجمعية أن تسليط الضوء على نظام الحِمَى في هذا السياق التحريري الرفيع يعكس فهمًا عميقًا لقيمة الحلول المحلية في مواجهة التحديات البيئية العالمية، ويدعو إلى إعادة الاعتبار للموروثات البيئية العربية التي أثبتت فعاليتها عبر قرون.
تُذكّر الجمعية بأن مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية هي مجلة معرفية رائدة تصدر عن “شركة أبوظبي للإعلام” منذ تشرين الأول/أكتوبر 2010، بالشراكة مع المجلة الأم التي تأسست عام 1888، وتُعدّ من أبرز المنصات التي تربط القارئ العربي بالعالم الطبيعي والعلوم والبيئة.