صدر العدد السادس من مجلة “الحمى” عن جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، وموضوعه الرئيسي مؤتمر الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) في أبوظبي من 8 إلى 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2025. هذا المؤتمر الذي يعقد كل أربع سنوات هو من أكبر المنتديات العالمية لحماية الطبيعة، ويجمع صنّاع القرار من الحكومات والمجتمع المدني ومنظمات الشعوب الأصلية والأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال، للنهوض بأجندة حماية البيئة والتنمية المستدامة لعقود قادمة. وتشارك جمعية حماية الطبيعة في لبنان في أربع جلسات رئيسية مع خبراء عالميين.
ويتضمن العدد مقابلة حصرية مع رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة رزان المبارك، تنقل فيها أفكارها وتجربتها الغنية إلى أنصار البيئة والعاملين على حماية الطبيعة في المنطقة العربية والعالم. تقول: “الطبيعة ليست مورداً نستغله، بل أمانة ومسؤولية أخلاقية، وجوهر رفاه الإنسان. أنا أستمد قوتي من صلابة الصحراء ومرونتها”.
وعن أهم أولوياتها إذا أُعيد انتخابها رئيسة للاتحاد خلال المؤتمر قالت: “ستركز فترة رئاستي الثانية على ستة مسارات أساسية: مواءمة العمل مع أجندة 2030 وما بعدها، تعزيز الحوكمة والتعاون، تمكين الأعضاء، تنشيط الحضور الدولي، ضمان الاستخدام الأخلاقي للتكنولوجيا، وإسماع أصوات كل الثقافات والمناطق، خاصة الأكثر ارتباطاً بالطبيعة”. وأضافت: أؤمن بأن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة يجب أن يبقى نصيراً موثوقاً للطبيعة وصوتاً علمياً راسخاً. فالسنوات العشر القادمة لن تحدد فقط مصير التنوع البيولوجي، بل مصير الإنسان على هذه الأرض”.
وفي افتتاحية العدد أشار المدير العام للجمعية أسعد سرحال إلى الهدف الثالث في خطة التنوع البيولوجي العالمية، المعروف بهدف 30×30 أي حماية 30% من المناطق البرية والمائية الداخلية والساحلية والبحرية في العالم وإدارتها بفعالية بحلول سنة 2030. وقال: “تلعب المناطق المحمية التي تُحددها الدول دوراً حاسماً، ولكن من المهم جداً الاعتراف بتدابير الحماية الفعالة الأخرى القائمة على المناطق (OECMs)، بما في ذلك النماذج التي تقودها المجتمعات المحلية. وأحد هذه النماذج هو نظام الحمى، وهو نهج تقليدي للحفاظ على البيئة قائم على المجتمع وشائع في غرب آسيا وشمال أفريقيا. وقد اتخذ لبنان خطوات هامة من خلال قانون المناطق المحمية الذي يُصنف الحمى كواحدة من أربع فئات رئيسية للمناطق المحمية. ويُعزز هذا القانون مواءمة الحمى مع معايير الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة للمناطق المحمية “.
يسلّط العدد الضوء على الدور الحيوي الذي يؤديه المكتب الإقليمي للاتحاد في غرب آسيا (IUCN ROWA)، إضافة إلى مقالات كتبها خبراء عالميون في مجال صون الطبيعة. وفيه قصص نجاح حققتها SPNL من خلال مشاريع تجمع بين المعرفة التقليدية والعلم الحديث وترفع قدرات المجتمعات المحلية وتُساهم في استعادة التوازن البيئي.
ويضم العدد مواضيع شائقة عن الحمى كنظام حِفظ ضارب في عمق الحضارة العربية، وإعلان مواقع حمى جديدة في قرنايل وكفرسلوان وكفريا وغيرها، وإدراج 27 حمى في قاعدة WDPA العالمية. ويضيء على أبحاث حسين زرقط الميدانية التي أثمرت دليلاً مصوّراً للحيوانات البرية في لبنان موثقاً بالمعلومات والصور والرسوم. وفيه خريطة مفصلة أصدرتها SPNL التنوع البيولوجي للطيور والمناطق المحمية في لبنان. ومن المواضيع الأخرى: مجازر الطيور في حوض البحر المتوسط، تاريخ التجمّع اللبناني للبيئة، ملجأ أرض الأجداد، قصص الطيور، التعليم في الهواء الطلق: تطبيقات في المدارس اللبنانية، الصيد البحري المسؤول، مغامرة في الطبيعة: استكشاف كهوف الخفافيش، تأثير تغير المناخ على النحل والنحّالين، قرية النحل العجيبة في جبال ميسان السعودية.
وقالت رئيسة التحرير راغدة حداد: “إذ تتحول هذه المجلة من صوتٍ إقليمي إلى منصة دولية، تواصل تعزيز وتعميم نهج الحِمى العربي العريق، القائم على حماية الطبيعة ومواردها بقيادة المجتمع المحلي”.