-
في عالمٍ نادرًا ما يلتقي فيه السرد القصصي بالحفاظ على البيئة، وجدت دينا الرفاعي طريقة لجعل الاثنين يرقصان معًا — بألوان زاهية، وفرح صادق، ورسالة هادفة. دينا هي مصممة متعددة التخصصات، ورسّامة، ومبتكرة ألعاب تتمتع بخبرة تزيد عن 15 عامًا في مجال صناعة الألعاب، حيث عملت على تطوير شخصيات شهيرة لصالح شركات عالمية مثل ديزني، ويونيفرسال، وهاسبرو. لكن تعاونها الأخير مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) شكّل نقطة تحول استثنائية — حيث منحت الطبيعة وجهاً وصوتاً وروحاً.
من الاستوديوهات إلى غابات الأرز: تحوّل نحو الغاية
لم يكن حب دينا لتصميم الشخصيات مجرد مسار مهني، بل شغف شخصي. فبفضل خلفيتها الثقافية الغنية وموهبتها في سرد القصص العاطفية، لطالما آمنت أن أفضل الشخصيات هي تلك التي تبقى معنا بعد نهاية القصة. وعندما طلبت منها SPNL تطوير استراتيجية لتمائم قادرة على إلهام الجيل الجديد من حرّاس البيئة، لم تصمّم مجرد شخصيات — بل خلقت عالماً متكاملاً.
المهمة: تصميم حرّاس الحِمى
كانت رؤية الجمعية واضحة: ابتكار تمائم جذّابة تحمل بعداً ثقافياً عربياً وتجسّد روح “الحِمى” — النظام التقليدي لحماية الموارد الطبيعية بقيادة المجتمع المحلي. أما التحدي أمام دينا فكان كيف تترجم تنوع النظم البيئية في لبنان إلى تمائم يستطيع الأطفال التعلّق بها والتعلّم منها.
وكانت النتيجة: ستة حرّاس، لكل منهم شخصيته وهويته ورسالته:
حمزة الصقر، الحامي الحكيم الذي يعلّمنا أن القيادة تعني الرعاية
هادي الصقر، الكشاف الشجاع الذي يرشد بشجاعة
هالة الهدهد، مبعوثة الأمل والتجدد الملوّنة
حليم القنفذ، الروح الهادئة التي تروّج للرفق والتنوع البيولوجي
هارون الثعلب، الحارس الذكي للحياة البرية والصيد المسؤول
حارث الغرير، المراقب الصامت الذي يصغي لإيقاع الطبيعة
كل تميمة صُممت بعناية لتكون جذابة بصرياً، ومعبرة عاطفياً، وتحمل اسمًا عربيًا ذا معنى عميق، ورسالة تربوية، وعناصر بصرية مثل الشارات، والحقائب الصغيرة، أو المجاهر الاستكشافية. بالنسبة لدينا، لم تكن تصمم ألعاباً — بل كانت تصمم تعاطفاً.
الفن كوسيلة للتأثير
ما يميز دينا هو قدرتها على ربط الفن بالرسالة. فهذه التمائم لم تُخلق لتبقى على الرفوف، بل لتكون جزءاً من حملات توعية، أدوات تعليمية، منتجات ملموسة، وتجارب تفاعلية. الهدف منها: تجسيد العلامة التجارية SPNL بوجه محبوب، وتعزيز الترابط العاطفي طويل الأمد مع الأطفال، وتحفيزهم ليصبحوا حماة للطبيعة.
في كل رسم وتصميم، حافظت دينا على رؤية واحدة: هذه ليست مجرد شخصيات — بل حرّاس للطبيعة، يجسّدون لبنان الغني بحياته البرية وروح الحِمى.
قريبًا: تمائم بين أيديكم
توشك التمائم الخاصة بـ SPNL أن تُصبح متاحة ضمن إصدار أول محدود. يمكن للمهتمين — من الأهل، والمعلمين، وشركاء البيئة — طلب النسخ الأولى من الدمى المحشوة أو التمائم القابلة للجمع من خلال التواصل عبر البريد الإلكتروني: news@spnl.org.
إلى الأمام: عالم من الإبداع والتأثير
اليوم، لم تعد تصاميم دينا الرفاعي مجرد رسومات جميلة، بل أصبحت جزءًا من حركة متنامية لجعل حماية البيئة أمرًا شخصيًا. عبر هذه التمائم، يستطيع الأطفال في لبنان أن يروا أنفسهم ككشافة، ومزارعين، وحماة، ومراقبين للطبيعة. فالعناية بالبيئة تبدأ أحيانًا من تميمة صغيرة تحمل رسالة كبيرة.
وبينما تواصل دينا مسيرتها في المزج بين التصميم والرسالة، تذكّرنا رحلتها بقوة الإبداع الهادئة. في عالمها، القنفذ يعلّمنا الصبر، والثعلب يذكّرنا بالذكاء، والهدهد يطير برسائل الأمل.
لأن القصص التي نعيشها ونحميها — هي أجمل ما يمكن أن نرويه.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.