برعاية كريمة من وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين، وبحضور السيد سيريل دوالين، نائب رئيس التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، نظّمت جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) معرضًا بارزًا بعنوان:
“حياكة أول منتزه طبيعي في لبنان: حِمى بعد أخرى”. أُقيم الحدث في نادي العبادية، بدعم من بلدية العبادية، وجمع نخبة مؤثرة من أصحاب المصلحة الوطنيين والمحليين في مجالات حفظ البيئة، والحوكمة، وتمكين المجتمعات.
مشاركة رفيعة المستوى
تميّز المعرض بحضور ممثلين رفيعي المستوى من الحكومة والمجتمع المدني والشركاء الدوليين، من بينهم الدكتورة كارلا خاطر، ممثلةً عن وزيرة البيئة؛ والسيد علي رمضان، رئيس المجلس الأعلى للتنظيم المدني، ممثلًا عن وزير الأشغال العامة والنقل السيد فايز رسامني؛ والنائب ألان عون، والسيد أمين الحلبي ممثلًا عن النائب هادي أبو الحسن؛ والعميد نبيل فرح، المدير العام للدفاع المدني؛ والعقيد كميل يزبك، قائد وحدة شرطة بعبدا؛ والسيد رشيد سركيس، مستشار محافظ جبل لبنان؛ والسيد وسيم أبو سعيد، رئيس بلدية شويت وممثل اتحاد بلديات المتن الأعلى؛ والمهندس مالك غندور، رئيس التجمع اللبناني للبيئة؛ والسيد بول أبي راشد، مؤسس جمعية TERRE Liban؛ والسيد فادي غانم، رئيس اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة؛ بالإضافة إلى رؤساء مجالس البلديات والمخاتير وقادة البيئة من صفوف المجتمع المدني والنادين الرياضية المحلية.
الجلسة الافتتاحية
كلمة السيّد عادل نجد
رئيس بلدية العبادية
بالنيابة عن بلدية العبادية، يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم جميعًا في هذا اللقاء الهام بكل فخر وامتنان. إن معرض اليوم، “حياكة أول منتزه طبيعي في لبنان، حِمى بعد أخرى”، ليس مجرد احتفال، بل هو محطة مفصلية في مسيرتنا المشتركة نحو حماية تراثنا الطبيعي وتمكين مجتمعاتنا.
لقد كانت العبادية ولا تزال ملتزمة بالحفاظ على مناظرها الطبيعية، وتقاليدها، وتنوّعها البيولوجي. ومن خلال تبنّي نموذج الحِمى، فإننا لا نعيد إحياء إرث عريق من الحماية المتجذّرة في ثقافتنا فحسب، بل نواجه أيضًا تحديات بيئية ملحّة بأساليب مستدامة يقودها المجتمع المحلي.
ما كان لهذه المبادرة أن ترى النور لولا الشراكة القيّمة مع جمعية حماية الطبيعة في لبنان، والدعم الذي قدّمته المؤسسات الوطنية والجهات المانحة الدولية مثل الاتحاد الأوروبي. نحن نثبت معًا أن الحفاظ على البيئة يكون أكثر فاعلية حين يكون شاملاً—عندما تتكاتف البلديات والمجتمع المدني والمواطنون معًا.
ليكن هذا المعرض منارة تهتدي بها بلديات لبنان كافة. من قلب العبادية، نوجّه نداءً لحماية ما تبقّى من جمال طبيعتنا—ليس لنا فقط، بل من أجل الأجيال القادمة.
كلمة السيّد أسعد سرحال
المدير العام لجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)
شهد الحدث كلمة رئيسية ألقاها السيّد أسعد سرحال، رئيس منظمة بيردلايف إنترناشونال لمنطقة الشرق الأوسط والمدير العام لجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، حيث شدّد على الدور الحيوي لنموذج الحِمى باعتباره حجر الزاوية في جهود استعادة التنوع البيولوجي في لبنان.
وتناول السيّد سرحال الجذور التاريخية للحِمى، هذا التقليد العربي العريق الذي يرتكز على حماية الموارد الطبيعية من خلال المجتمعات المحلية، موضحًا كيف أن إحياء هذا المفهوم من قبل SPNL أصبح نموذجًا تحويليًا في مجال حماية البيئة على مستوى المنطقة. وأشار إلى أن نظام الحِمى لا يحمي المواطن البيئية الأساسية والممرات الحيوية للطيور المهاجرة فحسب، بل يعزّز أيضًا البُنى المحلية للحَوكمة من خلال منح البلديات والمجتمعات سلطة اتخاذ القرار.
ومن خلال هذا النموذج التشاركي، يسهم نهج الحِمى في تحقيق الاستدامة البيئية، والتماسك الاجتماعي، والمرونة الاقتصادية. ودعا السيّد سرحال صانعي السياسات، والجهات المانحة، وقادة المجتمعات إلى الاستثمار في شبكات الحِمى بوصفها حلًا قابلًا للتوسّع ومتجذّرًا ثقافيًا لمواجهة الأزمات المتداخلة مثل فقدان التنوع البيولوجي، وتدهور الأراضي، وتغير المناخ.
كلمة السيّد سيريل دوالين
نائب رئيس قسم التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان
أعاد السيّد سيريل دوالين، نائب رئيس قسم التعاون في بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، التأكيد على التزام الاتحاد الأوروبي الثابت بدعم الحلول المستندة إلى الطبيعة وتعزيز الترابط البيئي في مختلف أنحاء لبنان. وسلّط الضوء على الأهمية الاستراتيجية لمشروع BIOCONNECT، وهو مبادرة ممولة من الاتحاد الأوروبي تهدف إلى تعزيز القدرة على التكيّف البيئي من خلال ربط الممرات البيولوجية وتحسين حوكمة المناطق المحمية.
وأشار السيّد دوالين إلى أن قوة نهج BIOCONNECT تكمن في إطاره الشمولي، الذي يشجع على التعاون ليس فقط بين البلديات، بل أيضًا بين المجتمعات المحلية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة. وأشاد بجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) وشركائها لإحيائهم نموذج الحِمى، ولإثباتهم كيف يمكن للحماية بقيادة المجتمع أن تشكل حجر الأساس في التخطيط الإقليمي المستدام.
ومن خلال مثل هذه الشراكات، أكّد أنّ لبنان قادر على إحراز تقدم في تحقيق أهدافه المتعلقة بالتنوع البيولوجي، مع تمكين المجتمعات من أن تصبح حراسًا فاعلين لتراثهم الطبيعي.
كلمة الدكتورة كارلا خاطر
ممثلة معالي وزيرة البيئة، الدكتورة تمارا الزين
“يسعدني أن أتحدث اليوم باسم معالي وزيرة البيئة، الدكتورة تمارا الزين، لأؤكد الدعم الكامل من وزارة البيئة لهذه المبادرة الرائدة التي تقودها جمعية حماية الطبيعة في لبنان.
إن رؤية ‘حياكة أول منتزه طبيعي في لبنان، حِمى بعد أخرى’ تجسّد جوهر الحوكمة البيئية، حيث تصبح حماية الطبيعة مسؤولية وطنية مشتركة تقوم على المشاركة والتعاون. هذه المبادرة تُظهر كيف يمكن للمجتمعات المحلية والبلديات والمجتمع المدني أن تتكاتف لصياغة مستقبل قائم على التوازن البيئي والاستدامة.
تؤمن الوزارة إيمانًا راسخًا بأن مستقبل لبنان يكمن في نماذج الحماية البيئية المنبثقة من المجتمعات، التي تثمّن المعرفة التقليدية، وتعيد إحياء الممرات البيئية، وتحمي التنوع البيولوجي. إن إحياء نموذج الحِمى ليس مجرد فعل رمزي، بل هو توجّه استراتيجي يُعيد الصلة بين الإنسان والأرض، وبين الثقافة والحماية، ويُعيد القرار إلى القاعدة الشعبية.
وباسم وزارة البيئة، أتقدّم بجزيل الشكر لبلدية العبادية ولجمعية حماية الطبيعة في لبنان على جهودهما الريادية. إن هذا التعاون يشكل نموذجًا يُحتذى به في كيفية بناء شبكة من المنتزهات الطبيعية التي تحترم طبيعتنا، وتُشرك شعبنا، وتلبّي التزاماتنا البيئية على الصعيدين الوطني والدولي.”**
كلمة السيّد علي رمضان
رئيس المجلس الأعلى للتنظيم المدني، ممثّلًا عن وزير الأشغال العامة والنقل
“إنه لشرف كبير لي أن أكون بينكم اليوم، ممثلًا عن معالي الوزير فايز رسامني، لأشهد هذه المبادرة الملهمة التي تقودها جمعية حماية الطبيعة في لبنان. إن معرض ‘حياكة أول منتزه طبيعي في لبنان، حِمى بعد أخرى’ ليس مجرد احتفال بالحفاظ على البيئة، بل هو خارطة طريق للدمج المستدام بين المناطق الحضرية والريفية.
إننا، في وزارة الأشغال العامة والنقل، ندرك تمامًا الدور المحوري الذي تلعبه التخطيط العمراني في حماية المناظر الطبيعية والثقافية في بلدنا. فمبادرات كهذه تعزّز التزامنا بنموذج تنموي يحترم التنوع البيولوجي، ويمكّن المجتمعات المحلية، ويتماشى مع التراث البيئي للبنان.
إن نموذج الحِمى يُمثّل عودة إلى الحماية المجتمعية، نهج يتردّد صداه في صفحات التاريخ، ويحمل معه أمل المستقبل. ونحن نثمّن جهود بلدية العبادية وكل الشركاء المنخرطين في هذا العمل الريادي. فمعًا، من خلال التخطيط، والحماية، والمشاركة، يمكننا أن نرسم مسارًا أكثر استدامة وشمولًا للبيئة الحضرية والطبيعية في لبنان.”**
عرض الشراكة والتقدّم
ضم المعرض أيضًا عروضًا تقديمية من الشركاء الأساسيين في مشروع BIOCONNECT، استعرضوا من خلالها جهودًا يقودها المجتمع لتعزيز الترابط البيئي في مختلف أنحاء لبنان.
الدكتورة سمية عيادي
رئيسة جمعية ACE – الجمعية من أجل المجتمع والبيئة
كمال أبو عاصي
مدير مشروع في جمعية أرز الشوف – ACS
لارا قانصو
مديرة مشروع في جمعية أرز الشوف – ACS
باسمة خطيب
مديرة مشروع في جمعية حماية الطبيعة في لبنان – SPNL
في جلسة مخصصة، شارك شركاء مبادرة حِمى رأس المتن تجاربهم في ربط الممارسات التقليدية للحماية البيئية بالعمل البلدي.
وكان من بين المتحدثين:
السيّد رجا أبو رسلان
رئيس بلدية رأس المتن
السيدة غادة غزّال
رئيسة جمعية MESD (البلدية، البيئة، والتنمية المستدامة)
نحو أول منتزه طبيعي في لبنان
يعكس عنوان المعرض رؤية جريئة: ربط المناظر الطبيعية المتنوعة والمجتمعات المحلية في لبنان ضمن إطار موحّد للمنتزهات الوطنية باستخدام نموذج الحِمى—وهو نظام عربي عريق لحماية الطبيعة أعادت جمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL) إحياؤه لتعزيز المناطق المحمية التي تُدار محليًا. ومن خلال هذا النهج، يخطو لبنان خطوات فعلية نحو تحقيق الأهداف العالمية للتنوع البيولوجي، مع الحفاظ في الوقت ذاته على تراثه الطبيعي والثقافي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.